اعملوا بقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز ( و اعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا )
يعز على الجميع أن يحصل الخلاف وواقع التعصب بين أبناء الأمة العربية
والإسلامية ، فإن هذا الواقع يقود أبناء الأمة إلى الفرقة الضالة ... إن
ما حصل وما زل يحصل بين الإخوة في مصر والجزائر بحد ذاته مأساة العرب
والمسلمين ، ينال من وحدة الأمة وقضيتها ووحدة المصير .
أن الغزاة وأعداء الأمة استطاعوا أن يشمتوا بالعرب و المسلمين جراء هذه
الأحداث المؤلمة ... ومن هذا المنطلق وجب علينا بل لابد لنا من معرفة منشأ
هذا الخلاف من اجل تطويقه وعلاجه بالحكمة والعقلانية ... وعلى قادة الأمة
والأنظمة عمل ما ينبغي عمله في سبيل علاج مسائل الخلاف .
أصبحت بعض وسائل الإعلام المدسوسة تتحدث في صباح كل يوم نصبح فيه عن
الخلافات بين مصر والجزائر ، إنني أقول وجب علينا أن نسعى إلى الوحدة
العربية الإسلامية ، وان نتعايش الواقع السلمي و التعاون فيما يهم الأمة
ومستقبلها على هذا الكون ...وان نغير مفاهيم الخلاف للمفاهيم التي تنطوي
تحت مظلة مصلحة الأمة والعروبة والإسلام أولا...
إننا وبلا ادني شك لا نقبل الاهانات الجزائرية للجمهور المصري بالسودان
... لان مصر نعتبرها أم الدنيا وأم العروبة والإسلام بموقعها وشعبها ...
ولكن يعز علينا أن يتحول علاج الأمر لتصعيد سياسي حقيقي ... هذا النوع من
التصعيد وفي واقعنا الحساس لا يعود إلا بالخيبة على الأمة..
وأنا على ثقة تامة بأن ما حصل لا تربطه أي علاقة بمباراة كرة القدم ، ولا
علاقة للمصريين ولا للجزائريين لا من قريب ولا من بعيد ، بل هناك مشروع و
أمر مدبر وكان هذا واضحا كل الوضوح لان بعض وسائل الإعلام كانت تعمل على
التحريض وخلق الشائعات فبل اللقاء على ارض مصر العروبة وبيت مناخ هذا
العنف وسبل وصول الأمر لهذا الخلاف ... وأنا لا أجد له سبب واضح سوى تدخل
طرف ثالث خارجي يبدو انه اعد لخلق أسباب هذا الخلاف...
يا أهلنا الأحرار الشرفاء بمصر يا أهلنا بالجزائر بلد الشهداء لا ينبغي أن
يكون هذا الأمر باعثاً إلى الكراهية و الحقد فيما بينكم ، فانتم أبناء امة
واحدة لا تسلموا أمركم للسياسة بثوا روح المحبة بينكم لان ما يحصل لا يرضي
الله ورسوله ... اعملوا بقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز ( و اعتصموا
بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا )...
كنت أؤمن انه لا مجال للبكاء أو التباكي، ولا مجال للاستسلام لواقعنا
المرير ولا مكان للتراجع... أؤمن بان الاستعمار والاحتلال والظلم قد يطول
ولكنه حتما لن يدوم، والاستعمار والاحتلال والظلم هو حصيلة ولاء أنظمتنا
للغرب والبيت الأسود الذي يصر بأن يكون له أثر في حياتنا وأمورنا...
ولكنني في هذه الأحداث بكيت ... بكيت على ما حصل بين أبناء الأمة الواحدة
من اجل كرة ... يا ليتكم هببتم مثل هذه الهبة من اجل المسجد الأقصى
المبارك الأسير الجريح ...
وبكيت عندما تم استدعاء السفراء وعندما اعد لقطع العلاقات على خلافات من
اجل كرة قدم... لماذا يا أهلنا ويا أبناء امتنا لم يتم استدعاء السفير
الإسرائيلي من اجل ما يحدث في القدس و للمسجد الأقصى لا أريد أن أقول
فلسطين لان الأقصى للأمة العربية والإسلامية ... ولماذا لم يتم استدعاء
السفير المصري للعودة من إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي عن ارض مصر أم
الدنيا مصر العروبة حين كانت محرقة غزة هاشم التي أبيد بها الأطفال
والشيوخ والنساء ولماذا لم تقطع العلاقات مع إسرائيل؟؟؟!!!...
لهذا وجب علينا بناء أبناءنا على الوعي والحس الوطني و نبين لهم الأخطار
المحدقة بأمتنا العربية و الإسلامية لان أعداء الأمة والمتربصين في يومنا
هذا كثر ... فأمريكا و حليفتها إسرائيل تتربص للأمة من جانب ، و الدول
الغربية الأخرى من جانب أخر...
لذا وجب علينا أن نكون دعاة إلى ترك الخلافات و العمل معا كأمة واحدة و
يداً بيد من أجل غرس روح المحبة و التعاون بين أبناء الأمة العربية
والإسلامية .. و أن نقف بوجه دعاة التطرف والفرقة الذين يريدون تعميق
الشرخ العربي والإسلامي و تأصيل الخلافات بين أبناء هذه الأمة من اجل
إرضاء أعداء الأمة...
نقلا عن الكاتب العربي الفلسطيني
خضر خلف
مع تحياتي لكل العرب
فوفو